لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح لمعة الاعتقاد
200562 مشاهدة
من حق النبي على الأمة: عدم الجهر بالقول في حضرته أو حضرة كلامه

ومن ذلك قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ التي فيها النهي عن أن يجهر له بالقول وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ذكروا أن بعض الصحابة كان جهوري الصوت، فلما نزلت هذه الآية خشي أنها فيه فخشي أن عمله حبط، ولكن هو ثابت بن قيس بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة قتل شهيدا في غزوة اليمامة فقوله: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ .
أيْ: أيّ صوت، ويدخل في ذلك إذا كان المحدث يقرأ الأحاديث فلا ترفعوا أصواتكم فوق أحاديثه؛ وذلك لأن في هذا اعتراضا عليه: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ حتى بعد موته؛ إذا رفعتم أصواتكم فوق أحاديثه فإن الذين يقرءون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يعتبرون كأنهم قد صحبوه حتى قال بعضهم:
أهل الحديث هم صحب النبي وإن
لم يصحبوا نفسه وأنفاسه صحبوا
يعني: أنهم صحبوا أنفاسه، كلامه هذا الذي تكلم به ثم هم يقرءونه دائما ويروونه ويكتبونه ويحدثون به مصحوب بأنفاسه، يعني أنهم صحبوا كلماته التي صحبتها أنفاسه؛ فكأنهم من أصحابه؛ ولذلك يحترم كلامه لا ترفعوا أصواتكم فوق صوته أي: فوق الأحاديث التي تكلم بها: وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ .